Abdelaziz Nawal
1 min lu
23 Apr
23Apr

لم يكن لديك الخيار

تحدثنا في المقالات السابقة عن الأدوار الثلاثة (الضحية، المنقذ، الجلاد) والعقد الذي تتبع كل دور، والدور الذي يمكن أن يقتبسه ويعيش فيه الشخص طيل حياته إذا لم ينتبه لذلك ويقوم بعلاج الامر، يبقا السؤال المهم، وهو من أين نكتسب تلك الأدوار؟

الشيء الإيجابي الذي سوف يساعد أي شخص عالق في مثلث " الدرامي لكاربمان " هو أنه لا يتم اختيار الدور بمحض إرادة الشخص، بل يتعلمه ويتبناه كألية دفاعية لحماية نفسه من الاذية النفسية والجسدية أو لجذب الحب والانتباه والتقدير ورضا الأخرين أو الحصول على ما يريد عن طريق العنف وذلك حسب ما حصل عليه من تربية ومعاملة وسلوكيات من الابوين والمحيط البيئي الذي ينتمي أليه.

أمثلة بسيطة:

طفل يتعرض لإهمال عاطفي والرفض وإهانات واعتداءات لفضية وجسدية فيشعر بعدم القيمة والأمان، يسيطر عليه الخوف من الفقدان والرفض والتخلي والوحدة، فيدخل في " دور الضحية " لجلب الانتباه والتعاطف وينتظر من ينقذه من مأساة حياته، يمكن أن ينتقل الى دور المنقذ بسهولة أما دور الجلاد فينتقل اليه للضرورة القصوى وبصعوبة ينتابه الشعور بالذب والندم فيجلد نفسه ليعود لدور الضحية بسرعة.

طفل يري مثلا أحد الابوين (خاصة الام) في حالة مطولة من الحزن، المرض، ضعيفة ومقهورة يشعر أنه لابد أن يسعدها ويتكفل بها ويحل جميع مشاكلها، أو يعيش في وسط عائلي يكون فيه الاضطهاد والقهر فيشعر أنه لابد أن يحمي إخوته فيدخل في " دور المنقذ "، فتبدأ العقد تتراكم لديه لأنه يحمل أضعاف طاقتها النفسية والجسدية، فينهار، يمكن أن ينتقل الى دور الضحية بسهولة أما دور الجلاد فينتقل اليه للضرورة القصوى وبصعوبة، ينتابه الشعور بالذب والندم فيجلد نفسه ليعود لدور المنقذ بسرعة.

طفل يتعرض الى عقاب نفسي وجسدي متكرر، أو أحد الابوين يفرض هيمنته وسيطرته بشكل قوي وظالم فذلك الطفل يفهم أن الوسيلة الوحيدة للحصول على ما يريد هو ان يستعمل أسلوب العنف والغضب والتكسير والاعتداء والظلم، فيجرد نفسه من كل شـــــعور بالرحمة والشفقــــة والحنــــان ويدخل في "دور الجلاد". يمكن أن ينتقل الى دور الضحية أو المنقذ بسهولة عندما يشعر أن ضحيته سوف تفلت من بين يديه أو أنه يخسر شيء مهم بالنسبة له، لبس إحدى الأدوار الأخرى بالنسبة للجلاد ماهي الى حيلة ليحكم قبضته مجدد على الاخرين " لعبة السخن والبارد", ليعود في لمح البصر الى دور الجلاد.

Commentaires
* L'e-mail ne sera pas publié sur le site web.